من داخل القصر

خذ كل هداياك وأموالك وامنحنى حباً. خذ كل ماتبتغي واعطني إحساساً صادقاً. الحياة ليس كما كنت أتخيل. القصور لا تصنع السعادة، بل هي تضخم الواقع، أيا كان، من سعادة أو تعاسة. أحتاج حنانك، إحساسك، وجودك بجانبي. أحتاج أن تشاركني الحياة، لا أن تريني إياها لأعيشها وحدي. نحن عالمان في محيط واحد. تجمعنا الأماكن، وتفرقنا الاهتمامات.

تمضي أيامي والوحدة رفيقتي. نسجت عالماً خاصاً لي في زوايا هذا المنزل الكبير، والزمن يمضي والحقائق لا تتغير. السعادة ليست فيما نمتلك، بل فيمن نشارك. وأتامل تلك اللوحة بألوانها وخطوطها في الصالون المترف. وأنسى هل أنا اللوحة، أم أنها رفيقة مشوار. هل تبادلنا الأدوار من دون أن ندري؟. التحاور مع الأشياء يخلق نوعاً من التناغم، حتى لو كانت جامدة. ربما هو التعود، أو لعلها الحاجة. فكيف وأنا حواري معك لا يتوقف، ولكنه من دون صدى. نداء يقابله هروب. أنت مثل الحضور الغائب تختطفك الالتزامات، وتشغلك الحياة. الحوار من طرف واحد ظلم للطرفين، إحساس بالمرارة لطرف، وآخر بتأنيب الضمير.

الأحلام شيء، والواقع شيء آخر. كانت الصورة وردية، والغد مرسوماً بصورة خيالية. واكتشفت أن الأحلام تغذينا بالفرح الزائف. يصبح الواقع مجرد صور متراصة. شكل وهمي للخارج. ديكور جميل، ولكنه خال من الروح. ما فائدة صوت جميل، ولكنه فقط يصرخ بالبكاء؟

أنا كيان أعيش بالحب، ولا أعترف بحدود للعطاء. أحتاج أن أعيش العمر معك بكل تفاصيله. نصنع القواسم المشتركة التي تقربنا، كل منا إلى الآخر، نختلف ونتفق، نغضب ونفرح، نتشارك كل الحالات. الحياة جميلة بكل تناقضاتها متى ما كانت الرحلة مع شريك حياة ورفيق درب. الحياة تهدينا السعادة متى ما منحناها الحب.

اليوم الثامن:

كلما ازدادت أضواء الفلاشات

تشوهت الحقائق البسيطة

من داخل القصر

من داخل القصر