| د. حسن عباس |
نبارك للجميع بأعيادنا الوطنية، ولجميع المقيمين بعيد ميلاد حبيبتي الكويت. كما أتقدم باسم الجميع بالشكر الجزيل للشيخ محمد بن راشد على الرسالة القصيرة التي بعثها للشعب الكويتي بهذه المناسبة الوطنية السعيدة، وهو كما عودنا دائماً مميز ومختلف في كل شيء، حتى في تبريكاته وتهانيه التي أدخلت السرور على قلب الكويتيين بأكملهم.
بعدما انقضت أيام أعيادنا الوطنية وفرح الناس وخرجوا للشوارع ونزلوا حاملين بأيديهم الأعلام يلوحون بها للمارة ويضعونها على سياراتهم في صورة جميلة رسم الكل ابتسامة على مبسم الكويت ومعبّرين بتلقائية عن فرحتها وسرورها بذكرى أعياد الاستقلال والتحرير، ينبغي أن نتحدث قليلاً عن هذا الشعور وعن مدى انطباقه كواقع وسلوك وتصرف وأفعال وطنية بحق.
تعبير الناس عن فرحتهم بهذا العرس الوطني، أمر جميل وينبغي أن نُبقي عليه من دون شك وندفع به بحماسة شديدة. لكن هل حب الوطن والشعور بالمسؤولية هو مجرد هذا الشيء وينقضي الأمر بمجرد أن تنتهي ساعات يوم 26 فبراير؟ الجواب بالطبع، لا. خروج الناس والتعبير عن فرحتهم بهذا العرس مطلوب ويجب الدفع به والإصرار عليه، لكن المواطنة الصحيحة والحقّة لا تنتهي هنا بل تبدأ من هنا!
من الخطأ أن يعتقد المواطن بأنه أصبح صالحاً لمجرد أنه أمسك بعلم الكويت أو علّقه على المنزل والسيارة. فمن الخطأ الشائع أن الإحساس والشعور بالوطن لا يبرز إلا في هذين اليومين وبتعليق الأعلام وصور الأمير وولي العهد، حفظهما الله، على المنازل وينتهي الأمر عند هذا الحد.
من يشعر بالإحساس بالمسؤولية يقوم بذلك، لكنها هذه نقطة البداية فقط. على المواطن أن يقدم أكثر من ذلك. فعليه أن يبدأ بالالتزام بمسؤولياته الوطنية والقانونية والأخلاقية تجاه البلد. فأنا لا أتحدث عن السيئين الآن، فأولئك نتركهم على جانب لأنهم سيئون ويستحقون العقوبات بلا تردد. أما المواطن الذي يظن بأنه صالح، فهذا من اقصد، هذا من عليه أن يداوم بشكل صحيح، أن يدرس ويتميز بالمدرسة، أن يحافظ على نظافة البلد، أن يواجه ويقاوم الفساد بمقدار سلطاته وقدراته وإمكاناته بميزان علي بن أبي طالب عليه السلام «اكفوني أنفسكم». هذا الإنسان الذي يجب أن يعطي ويتحمل تكاليف مواقفه الوطنية ومعارك الفاسدين.
هذا الإنسان وبعدما ينتهي من إيجاد الكفاءة العملية والمهنية في حياته، وهذا بالمناسبة الحد الأدنى وأقل شيء مطلوب منه كمواطن صالح، يجب أن ينطلق بعد ذلك ليعمل وليُعطي من دون مقابل للبلد وللمجتمع. فهنا يجب أن ينبض بالحس الوطني ويستشعر الحرقة والألم حينما يرى القاذورات بالشوارع، وحينما يرى هدر الماء، وحينما يرى الخلل الإداري والتنظيمي في مجمع الوزارات وفي مرافق الدولة الأخرى. عندما يبدأ بالعمل للقضاء على جميع نواحي الفشل والخلل بالبلد من دون أن يطلب شيئا، فهنا نكون قد حصلنا على عرس الكويت الحقيقي.
لكن حينما نرى البنغالي ينظف رصيف المواطن، ويسد العربي مكان المواطن بالدوام، وعندما يقبض الطبيب الإنكليزي النصّاب أموال الصحة لمواطن يتمارض، وتمتاز بيوتنا بالمخالفات فتصبح ناطحات سحاب، فعند ذلك يجب أن تعيد النظر يا من تحمل «رشاش الماي» وتُمسك بعلم الكويت، وأعلم أن الوطن، مسؤولية لا رفاه اجتماعي!
نبارك للجميع بأعيادنا الوطنية، ولجميع المقيمين بعيد ميلاد حبيبتي الكويت. كما أتقدم باسم الجميع بالشكر الجزيل للشيخ محمد بن راشد على الرسالة القصيرة التي بعثها للشعب الكويتي بهذه المناسبة الوطنية السعيدة، وهو كما عودنا دائماً مميز ومختلف في كل شيء، حتى في تبريكاته وتهانيه التي أدخلت السرور على قلب الكويتيين بأكملهم.
بعدما انقضت أيام أعيادنا الوطنية وفرح الناس وخرجوا للشوارع ونزلوا حاملين بأيديهم الأعلام يلوحون بها للمارة ويضعونها على سياراتهم في صورة جميلة رسم الكل ابتسامة على مبسم الكويت ومعبّرين بتلقائية عن فرحتها وسرورها بذكرى أعياد الاستقلال والتحرير، ينبغي أن نتحدث قليلاً عن هذا الشعور وعن مدى انطباقه كواقع وسلوك وتصرف وأفعال وطنية بحق.
تعبير الناس عن فرحتهم بهذا العرس الوطني، أمر جميل وينبغي أن نُبقي عليه من دون شك وندفع به بحماسة شديدة. لكن هل حب الوطن والشعور بالمسؤولية هو مجرد هذا الشيء وينقضي الأمر بمجرد أن تنتهي ساعات يوم 26 فبراير؟ الجواب بالطبع، لا. خروج الناس والتعبير عن فرحتهم بهذا العرس مطلوب ويجب الدفع به والإصرار عليه، لكن المواطنة الصحيحة والحقّة لا تنتهي هنا بل تبدأ من هنا!
من الخطأ أن يعتقد المواطن بأنه أصبح صالحاً لمجرد أنه أمسك بعلم الكويت أو علّقه على المنزل والسيارة. فمن الخطأ الشائع أن الإحساس والشعور بالوطن لا يبرز إلا في هذين اليومين وبتعليق الأعلام وصور الأمير وولي العهد، حفظهما الله، على المنازل وينتهي الأمر عند هذا الحد.
من يشعر بالإحساس بالمسؤولية يقوم بذلك، لكنها هذه نقطة البداية فقط. على المواطن أن يقدم أكثر من ذلك. فعليه أن يبدأ بالالتزام بمسؤولياته الوطنية والقانونية والأخلاقية تجاه البلد. فأنا لا أتحدث عن السيئين الآن، فأولئك نتركهم على جانب لأنهم سيئون ويستحقون العقوبات بلا تردد. أما المواطن الذي يظن بأنه صالح، فهذا من اقصد، هذا من عليه أن يداوم بشكل صحيح، أن يدرس ويتميز بالمدرسة، أن يحافظ على نظافة البلد، أن يواجه ويقاوم الفساد بمقدار سلطاته وقدراته وإمكاناته بميزان علي بن أبي طالب عليه السلام «اكفوني أنفسكم». هذا الإنسان الذي يجب أن يعطي ويتحمل تكاليف مواقفه الوطنية ومعارك الفاسدين.
هذا الإنسان وبعدما ينتهي من إيجاد الكفاءة العملية والمهنية في حياته، وهذا بالمناسبة الحد الأدنى وأقل شيء مطلوب منه كمواطن صالح، يجب أن ينطلق بعد ذلك ليعمل وليُعطي من دون مقابل للبلد وللمجتمع. فهنا يجب أن ينبض بالحس الوطني ويستشعر الحرقة والألم حينما يرى القاذورات بالشوارع، وحينما يرى هدر الماء، وحينما يرى الخلل الإداري والتنظيمي في مجمع الوزارات وفي مرافق الدولة الأخرى. عندما يبدأ بالعمل للقضاء على جميع نواحي الفشل والخلل بالبلد من دون أن يطلب شيئا، فهنا نكون قد حصلنا على عرس الكويت الحقيقي.
لكن حينما نرى البنغالي ينظف رصيف المواطن، ويسد العربي مكان المواطن بالدوام، وعندما يقبض الطبيب الإنكليزي النصّاب أموال الصحة لمواطن يتمارض، وتمتاز بيوتنا بالمخالفات فتصبح ناطحات سحاب، فعند ذلك يجب أن تعيد النظر يا من تحمل «رشاش الماي» وتُمسك بعلم الكويت، وأعلم أن الوطن، مسؤولية لا رفاه اجتماعي!
رشاش ماي في عيد الكويت
No comments:
Post a Comment