Saturday, February 4, 2017

المنافقون .. مواقف من السيرة




مواقف المنافـقين من السيرة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشد من أوذي وعودي في الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :ـ
أما بعد ،،،،،
إن المنافقين هم أخطر وأشد أعداء المسلمين ، لأنهم يعيشون بينهم ويعرفون أسرارهم ويخفون في صدورهم السوء والكيد على المسلمين ، وليس في هذا عجب ، بل العجب كل العجب أنهم عاشوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ورأو المعجزات والآيات الدالة على صـدق نبوته ، ورغم ذلك لم يؤمنوا حق الإيمان بل أبطنوا الكفر والنفاق وأظهروا الخـيـر والإيـمـان ، ولكن مع هذا ظهرت منهم أفعال تبين شيئاً مما تكن به صـدورهم وسـأذكر بعض من مواقـفـهـم التي ذكرت في كتب الـسـيـر ، التي تدل على حقدهم وبغضهم للإسلام والمسلمين .
الموقف الأول :ـ
موقف الجـُلاس الذي قال : لئن كان هذا الرجل صادقاً " يـقـصـد رسـول الله " لـنـحـن شـرُ من الـحـمـيـر، فرفع ذلك من قوله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن سعد ، وكان جُلاس خلف أمه بعد أبيه ، فقال له عمير بن سعد والله يا جلاس ، إنك لأحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا . ولقد قلت مقاله لئن رفعتها عليك لأفضحنك ، ولئن صمت عليها / ليهلكن ديني ، ولإحداهن أيسر على من الأخرى ، ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ما قال الجلاس ، فحلف جلاس بالله لرسول الله " لقد كذب عليّ عُمير ، وما قلته ما قال" فأنزل الله عز وجل فيه ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالو كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم …… ) الآيه .
المستفاد من الموقف :ـ
مـخـافـه الـمـؤمـن عـلى ديـنـه أمـر مـهـم ، ورده على كل من تـفوه على الإسلام دليل على صدق إيمانه ، وعليه أن لا يخاف في الله لومة لا ئم .
الموقف الثاني :ـ
ركب رسـول الله صلى الله عليه وسلم إلى سـعـد بن عـبـاده يعوده من شـكـوً أصـابه وكـان على حمار، فمر بعبد الله بن أبي ، وحوله رجال من قومه : فلما رأه رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيا من أن يجاوزه حتى ينزل فنزل فـسـلـم ثم جلس قليلاً فتلا الـقـرأن ودعا إلى الله عز وجـل ، وذكر بالله وحذر، حتى إذا فرغ من مـقـالـتـه ، فقال عبد الله بن أبي : يا هذا ، إنه لا أحـسـن من حديثك هذا إن كان حقاً فاجلس في بيتك فمن جاءك له فحدثه إياه ومن لم يأتك فلا تـثـقـل عليه ، ولا تأته في مجلسه بما يكره منه .فقال عبد الله بن رواحه ورجال معه من الـمـسـلـمـيـن : بلى ، فأغـشنا به ، وائتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا ، فهو والله مما نحب ، ومما أكرمنا الله به وهدانا له .
المستفاد من الموقف :ـ
جـرئه المنافقين في قول الباطل وعدم خوفهم من أحـد ، وكذلك عدم إحترامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأحكام الله ، ولهذا يجب الحذر منهم أشد الحذر .
الموقف الثالث :ـ
في أصعب الظروف والأوقات ظهرت عداوة عبد الله بن أبي ، حيث قام في غزوة أحد بالإنسحاب بثلثي الجيش قائلاً : ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟ ومتظاهراً بالاحتجاج بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك رأيه وأطـاع غـيـره ، مع أنه كان بإمـكـانه أن يـرفـض الـخروج من بـدايه الأمـر إلا أنه أراد أن يـحـدث الـبلـبله والإضطراب في جيش المسلمين على مرأى ومسمع من العدو .
المستفاد من الموقف :ـ
هذا حال المنافقين في كل زمان ، فدائماً يحاولون إضعاف وخذلان المسلمين في المواقف التي يكونون بحاجه ماسه إلى المساعدة والعون .
الموقف الرابع :ـ
في غزوة الأحزاب عند ما تكالب الأعداء على المسلمين ، صمد المسلمون وتفائلوا وأيقنوا صدق موعود الله ورسوله وسلموا لله أمرهم ، أما المنافقون وضعفاء النفوس تزعزت قلوبهم عند رؤيه الـجـيش العظيم ، وظنوا بالله ورسـوله السـوء ، ولم يكتفوا بذلك ، بل قاموا بإضعاف معنويات بعض المـسـلمـيـن وقـالـوا عـنـدما بـشـر الـرسـول أصحابه بأنه أوتي مفاتيح الشام وفارس واليمن :ـ " كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط " . الرحيق المختوم ص 302
المستفاد من الموقف :ـ
في حال الـشـدائـد يظهر كل شخص على حقـيـقته ، فإن كان في بطنه الخير ظهر الخير ، وإن كان شراً ظهر الشر ، أما في حال الرخاء فالناس على درجه واحدة من الـطمأنينه والهدوء ، وهذه فائدة من فوائد الإبتلاءات كما قال عز وجل " ليميز الله الخبيث من الطيب " .
الموقف الخامس :ـ
حادثة الإفك ، وما ذكره أهل السير من قصه إفتراء المنافقين على عائشه رضي الله عنها وأذكر هنا بإختصار.
عندما خرجت رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بني المصطق وفي العودة سقط عقدها وذهبت لتبحث عنه فوجدته ، لكنها عندما عادت وجدت أن المسلمون قد أرتحلوا ، فاضطجعت وعرفت أنهم إذا فقدوها رجعوا إليها ، ثم جاء صفوان بن معطل وحملها على البعير ولم يتكلم معها بكلمة واحده ، وعندما دخلوا المدينه ورآهم الناس تكلم المنافقون واتهموها بفعل الفاحشة ، وكان على رأسهم عبد الله بن أبي فهو الذي نشره وأذاعه . حتى برأ الله عائشه رضي الله عنها وأنزل في خبرها أيات تتلى إلى قيام الساعة .
الفائدة المستفادة :ـ
إذا كان المنافقون قد سهل عليهم أن يتكلموا في عرض زوجه خير العالمين ، فما بالهم بغيرها فهو أيسر عليهم وأسهل ، فهم يحبون إشاعة الفواحش والكذب على المسلمين ، وقد حذر سبحانه من هذا الفعل الشنيع فقال عز وجل " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشه في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة " .
هذا حال من يحب فما بال من يـنـشر ويتكلم ! وعلينا إن أوصبنا بـمـصـيـبة أن نتذكر عائشه رضي الله عنها ونقتدي بها وبصبرها .








المنافقون .. مواقف من السيرة

No comments:

Post a Comment