Thursday, February 2, 2017

قانون نيوتن للأنفولو

تابعنا قبل أيام خلافاً نشب بين شهيرين شغل وسائل التواصل الاجتماعي بسبب إعلان طرف عن التوقف عن متابعة طرف آخر قد يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه بحسب قانون نيوتن للجذب.

هذا نيوتن الفيزيائي الشهير الذي لو عاش حتى شهد هذا الخلاف لترك كل قوانينه عن الجذب جانباً وعجز عن تفسير أسباب الخلاف.

ما الذي أشعل فتيل الأزمة المشتعل؟

هل هو قيام طرف بالقول جهراً بكل فخر في وسائل الإعلام انه عمل «انفولو» لطرف وكأنه يعلن عن «قول» سدده في مرمى الطرف الآخر وسط هتاف وتصفيق جمهوره واستياء جمهور الطرف الآخر؟

أم هو الطرف الآخر الذي لم يصد الهدف واستقبله بلطم من ينتظر جنازة ليضع حرية الآخر في عدم متابعته في وسائل التواصل الاجتماعي في مقابل عدم نقلها الى أرض الواقع واستمرار تواصله معه في خانة النفاق؟

أم هو الجمهور المتمثل في جل المجتمع الذي يساوي بين عملية الـ «أنفولو» وعمليات التطهير العرقي الفاشستية ويطالب بعرض القائم بها على محاكمات عسكرية تنتهي بوضع رقبته في المقصلة؟

صرنا أكثر تسامحاً على أرض الواقع مقابل تشددنا الافتراضي وكأننا نكفّر عن هذا بذاك.

يتسامح الكويتي مع شخص لم يقدم له واجب العزاء ويعذر من لم يزره في المستشفى عندما يخضع لجراحة ويبرر لمن لم يهنئه بزواجه وفي المقابل يقطع علاقته مع شخص رفض إضافته في الانستغرام ويطلب من الآخرين عدم محادثة صديق مشترك، لأنه عمل له أنفولو في تويتر أما الذي لا يعمل «بوست» لتهنئته بعيد ميلاده ولا «سنابه» فيجازيه بِما كان هو الداء: بلوك سريع غير مأسوف عليه وهو مع جميع من بينه وبينهم عداوة في وسائل التواصل الاجتماعي كأنه معهم ولي حميم في الواقع.

لكن العكس غير صحيح فالود يصفو ولا يدوم وإن انقطع الود بينه وبين أحد على أرض الواقع أخذ لفة سريعة على كل وسائل التواصل الاجتماعي التي يتواجد بها هذا الـ «أحد» ليقوم بـ «تبليكه» خلالها وكأنها معاملة إبراء ذمة مطلوبة منه

منذ صرنا نحكم على الأشخاص من أعداد متابعيهم ونربط وجودهم في حياتنا بخصوصية حساباته ان كانت «برايڤت» مقفلة أو «ببلوك» ندعي أمامه ترفعنا عن متابعته ونحن ننحدر نحو المراقبة والتتبع من خلفه صار الافتراض حقيقة والحقيقة افتراضا

وتلتقي الحقيقة بالافتراض في نقطة واحدة اسمها «انفولو» تفسد للود كل القضايا وتتحول الى قضية تشغل الرأي العام، ومن يدري لعلها قضية ينظرها القضاء

فقوانين العالم الافتراضي يفترض أن تعرفها حليمة بولند ونهى نبيل ولا يعرفها نيوتن.



قانون نيوتن للأنفولو

No comments:

Post a Comment